فيفري 2021

التقنية ... مستقبل مظلم للأغبياء ؟

بشير عبد السلام

  • image


هموم المعرفة...هي همّ هذا الموقع..

فالعالم الحديث هو هذا العالم الذي يبنى اليوم على عجل من الجميع ..عالم انتهت أو ستنتهي فيه كل الصراعات التقليدية لان قفزة علمية معرفية بأدوات ، أو بأداة تكنولوجية خارقة و مفارقة هي بصدد التشكل و التحوز. 

أما التشكل فهو كل إرهاصات ما بعد الكوفيد الذي فتح الباب كبيرا        و عميقا لاستحداث لغة العالم الجديدة بين الرياضي و التقني و الذكاء الاصطناعي         و القدرة على تخيل و استنباط إشارة العلم الحديث .

و أما التحوز فهو إيديولوجيا الأقوياء ، و المتقدمين من الذين تخيلوا                و استنبطوا السؤال و أسسوا الحاجة ، و ضرورتها و تقنيتها ، و من ثمة إنتاجها    و الاستفراد بها ، بما يعني الاستحواذ على المكانة الأولى عالميا،  بحيث لا يبقي مكانا للآخرين سوى التبعية .

و أمام ما أثبتته تجربة التكنولوجيات القديمة ، وما أقدمت عليه القوى التقليدية الكبرى من ممارسة كل أنواع الاحتكار لعدم تمكين الآخرين من تلك التقنيات ، إلا بالقدر الذي يجعلهم في تبعية دائمة من اجل قصور مرضي         و مزمن ، فان ما سيحدث مستقبلا هو أخطر مما حصل إلى حد الآن . ذلك أن ما يتسرب من إشارات لإمكانات الجيل الجديد من تقنيات الرقمنة و مجالاتها المتوسعة كل يوم ، من الاتصال و التواصل،  إلى الطبي و الهندسي و الصناعي    و الفضائي ، لن تترك للمتخلفين ، لأسباب عديدة اغلبها الغباء البشري لدى نخب و مجتمعات لا زالت تعيش أوهام و معارك قرن ما قبل التصنيع و المكننة ، أية فرصة ثانية للتدارك و النهوض ، و ذلك أمل المتقدمين أن يبسطوا سيطرتهم الكاملة و النهائية على المعرفة و مستقبلها في غفلة من الجميع.

همنا في هذا الموقع أن نرفع على الأقل سؤال المعرفة القادمة، عوضا عن الخوض ، بلا جدوى ، في أسئلة فضاءات كانت قد أغلقت و لا يفيد فتحها سوى المزيد من تعميق جرح التخلف و الاغتراب ./.