فيفري 2020
التقنية ... مستقبل مظلم للأغبياء ؟
هموم المعرفة...هي همّ هذا الموقع..
فالعالم الحديث هو هذا العالم الذي يبنى اليوم على عجل من الجميع ..عالم انتهت أو ستنتهي فيه كل الصراعات التقليدية لان قفزة علمية معرفية بأدوات ، أو بأداة تكنولوجية خارقة و مفارقة هي بصدد التشكل و التحوز.
أما التشكل فهو كل إرهاصات ما بعد الكوفيد الذي فتح الباب كبيرا و عميقا لاستحداث لغة العالم الجديدة بين الرياضي و التقني و الذكاء الاصطناعي و القدرة على تخيل و استنباط إشارة العلم الحديث .
و أما التحوز فهو إيديولوجيا الأقوياء ، و المتقدمين من الذين تخيلوا و استنبطوا السؤال و أسسوا الحاجة ، و ضرورتها و تقنيتها ، و من ثمة إنتاجها و الاستفراد بها ، بما يعني الاستحواذ على المكانة الأولى عالميا، بحيث لا يبقي مكانا للآخرين سوى التبعية .
و أمام ما أثبتته تجربة التكنولوجيات القديمة ، وما أقدمت عليه القوى التقليدية الكبرى من ممارسة كل أنواع الاحتكار لعدم تمكين الآخرين من تلك التقنيات ، إلا بالقدر الذي يجعلهم في تبعية دائمة من اجل قصور مرضي و مزمن ، فان ما سيحدث مستقبلا هو أخطر مما حصل إلى حد الآن . ذلك أن ما يتسرب من إشارات لإمكانات الجيل الجديد من تقنيات الرقمنة و مجالاتها المتوسعة كل يوم ، من الاتصال و التواصل، إلى الطبي و الهندسي و الصناعي و الفضائي ، لن تترك للمتخلفين ، لأسباب عديدة اغلبها الغباء البشري لدى نخب و مجتمعات لا زالت تعيش أوهام و معارك قرن ما قبل التصنيع و المكننة ، أية فرصة ثانية للتدارك و النهوض ، و ذلك أمل المتقدمين أن يبسطوا سيطرتهم الكاملة و النهائية على المعرفة و مستقبلها في غفلة من الجميع.
همنا في هذا الموقع أن نرفع على الأقل سؤال المعرفة القادمة، عوضا عن الخوض ، بلا جدوى ، في أسئلة فضاءات كانت قد أغلقت و لا يفيد فتحها سوى المزيد من تعميق جرح التخلف و الاغتراب ./.