مارس 2021

قصص ... قصيرة جدا

بشير عبد السلام

  • image


جندب صغير..

تعلق جندب صغير أجرب، تقيحت بثوره الكثيرة ، بشجرة كثيفة الأوراق ... و بعد محاولات مضنية للتشبث بأغصانها،  سقط مغشيا عليه ...

حائط الثلج

انهار حائط الثلج أخيرا  ... وقف أطفال ترتعش أطرافهم من الصقيع المنهمر داخل أجسادهم الغضة.. عيونهم تحدق في الحائط الثلجي المنهار  .. تحدق بأمل أن تغلق جفونها.. من هول ما ترى خلف الحائط الثلجي المنهار  ... و الشمس تظهر  أخيرا من تحت السحب الدكناء المتوجعة  .. و لا زال الأطفال يقفون قبالة حائط الثلج المنهار...

بقرة حلوب..

جاءت بقرة حلوب من شمال الكرة الأرضية في حاوية أدباش قذرة  .. تموء مثل القطط المحاصرة في غرفة مظلمة . تموّج البحر فارتفعت الأدباش إلى الأسفل ، و سقطت البقرة تموء مثل القطط السوداء في غرفة مظلمة  ... سكت البحر  ... و سار القارب الحديدي المتهرئ إلى وجهته .. يمخر عباب بحر لا يتوقف عن الحركة  ...

قطط و ثعالب..

خرجت قطط من جوف الليل البهيم باحثة عن مأوى فيه بعض من الدفء ...دخلت من شدة الحرص إلى جحر أظلم.. فإذا بثعالب متوحشة تنير ظلمة المكان.. و مخالب عالية حادة بيضاء تغلق كل الأبواب  ...

أنوار غربية ...

تلألأت أنوار غربية ... و نحن في مركب صيد تتقاذفه أمواج عاتية... يرتفع فيكبر  ... و يسقط بين أمواج تضحك من الصيحات المفزعة المتعالية من جوف بحر يزداد ظلمة... تتلألأ أنوار من بعيد ، ثم ينطفئ البحر  .. و يعم السكون أمواجا كانت للتو صاخبة و عاتية.

ثعلب شمسي ابيض ..

ربض ثعلب ذي عينين كحلاوتين تحت أكمة باحثا عن ظل قليل ، يحترق شمسا ، ينظر إلى السماء ، يرقب طيرا يحلق بعيدا و لا يريد أن يستقر و ينزل الأرض ... طال الانتظار .. بقي الطير يحلق و الشمس ساطعة و الأرض تحترق شمسا و الثعلب الماكر يربض و ينتظر...

كبد السماء ...

الشمس في كبد السماء تحرق الإسفلت المسوّد .. يمتد الطريق دون التواء  ... الفقاقيع السوداء تنفجر من حين لآخر ، و الشمس لازالت في كبد السماء ... تحمرّ ...و تصفرّ ... و لكنها لا زالت في كبد السماء ... و الطريق يتلوى من وجع الفقاقيع التي تتزايد ... و في آخر الطريق .. هناك نقطة سوداء تتحرك ببطء حمار يريد أن ينهار .. على الإسفلت المشتعل .. و الشمس لا زالت في كبد السماء.. و النقطة السوداء توقفت ..لا تتحرك .. و الشمس لا زالت في كبد السماء...

خرج و لم يعد ...

خرج كلب أجرب منكسا ذيله المتسخ ، يتكئ على ساق مجروحة  ... يعوى ، من ألم من نار ، مثل جرو ذئب فقد أمه ....و لم يعد ..

تونس / مارس 2013